لم ينقطع الأمل (قصة قصيرة)
ذهبت لجزيرة سياحية لأرى بلد جديد في عطلتي الصيفية، عندما وصلت الجزيرة لاحظت وجها مألوفا في المطار، إنه ممثل أجنبي رأيت عملا له على الإنترنت، لا بد أنه حضر إلى هذه الجزيرة لكي يبتعد عن أضواء الشهرة وتدافع المعجبين حوله في وطنه، لم يتعرّف عليه أحد في المطار وأنا لن أتطفل عليه، عندما ذهبت إلى المنتجع الذي حجزت غرفة به مسبقاً، فوجئت به يجلس في المطعم بمفرده يتناول غداءه، لم أستطع أن أتوقف عن النظر إليه ومتابعته ولكني لم أحاول التحدث معه أو الاقتراب منه.
بعد يوم طويل من التجول والتسوق على الجزيرة عدت إلى المنتجع مرهقة فأفرطت في النوم وفاتني الإفطار في اليوم التالي، لم أَعر للأمر أهتماماً وذهبت إلى الشاطئ وتمددت على أحد الكراسي الشمسية ولكن غلبني النعاس مرة أخرى، لأستيقظ على ظل شخص يقف أمامي ويسألني بالإنجليزية: هل أنت بخير؟ فتحت عيني وأزلت النظارة الشمسية لكي أنظر إليه، أخذتُ بضع ثواني حتى تأقلمت عيني على ضوء الشمس ثم رأيته، أكمل حديثه:
_ لا يجب أن تنامي في الشمس هكذا لفترة طويلة من الأفضل أن تجلسي تحت المظلة اعتدلت وأجبته:
_ نعم، عندك حق، يبدو أنني غفوت
اعتدلت من فوري ووقفت ثم مشيت باتجاه المظلات وهو بجواري ولكنني شعرت بالدوار فأسندني، وقال
_ ربما لأنكِ لم تتناولين إفطارك، هل أطلب لك عصير ليساعدك قليلاً
_ لا تتعب نفسك،لا داعي، أنا بخير
ولكنه ذهب ثم عاد إليّ بكوب من عصير الفواكه، شكرته وجلسنا نتحدث ثم أخبرته أنني شاهدت عمله الأخير وأنه أعجبني، استغرب أنني أعرفه فأنا من بلد بعيدة ولا أتكلم لغته، فأخبرته نحن الآن نتحدث بالإنجليزية وهذه الطريقة التي تتواصل بها الشعوب الآن وأنا شاهدت عمله لأنه مترجم بالإنجليزية، أومأ برأسه، ولمعت عيونه بالسعادة.
قضينا بقية الأيام سويا نتحدث ونمارس الأنشطة السياحية وانتهى الوقت سريعاً كالحلم كان علي أن أعود إلى وطني، جاء ليودعني في المطار فأخبرته أنها كانت أجمل عطلة صيفية قضيتها في حياتي، فأجابني: إجازتي القادمة ستكون في وطنك، سأتصل بكِ، عُدتُ إلى وطني وأنا أحمل الأمل في قلبي وإلى الآن لم ينقطع الأمل.
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على اهتمامكم، يسعدنا أن نستمع الى أرئكم.
لكم حرية التعليق والنقد، ولكن ﻻ تنسى متابعة المدونة .