مملكة القصص والسرديات مملكة القصص والحكايات ( الجزء الرابع) التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مملكة القصص والحكايات ( الجزء الرابع)

مملكة القصص والحكايات ( الجزء الرابع)

مملكة القصص والحكايات ( الجزء الرابع)

 حارس الصفحات الضائعة

في زاوية منعزلة من مملكة الحكايات الواسعة، محاطًا بالظلال، تحركت شخصية تُعرف بأوريون، حافظ الصفحات الضائعة. كان حضوره دقيقًا ولكنه عميق، مثل نفحة ريح عبر القاعات المنسية. لم يُرى أوريون كثيرًا، لكن تأثيره كان محسوسًا بعمق بين المجلدات والمخطوطات. كانت عيناه، الداكنتان والعميقتان كاحواض من الحبر، تعكسان جوهر العوالم غير المكتوبة.


كان تخصص أوريون هو كل ما هو منسي وغير مكتمل. كان يتجول في أرجاء المكتبة الهادئة، يجمع بقايا القصص المبعثرة التي تركها الزمن غير مكتملة. كانت مجموعته عبارة عن فسيفساء من البدايات بلا نهايات: السطور الافتتاحية للملاحم العظيمة، الأبيات الأولى من القصائد التي تلاشت في الصمت، والمشاهد الأولى من المسرحيات التي لم تجد نهايتها. بالنسبة لـ أوريون، لم تكن هذه الشظايا مجرد بقايا بل بذورًا محتملة، كل منها يحمل وعدًا بسرد جديد لم يُكتب بعد.


كان أوريون حارسًا وإلهامًا في آن واحد. بينما رأى فيه البعض شخصية حزينة، تذكرهم بالقصص غير المكتملة، رآه الآخرون منارة أمل في أيدي كاتب متجول، يمكن أن تتحول الشظايا التي يحميها إلى قصص حية مرة أخرى. كان أوريون معروفًا بإظهار هذه الجواهر المخفية فقط لأولئك الذين يقدرون حقًا فن السرد، مقدمًا لمحات من الصفحات الضائعة التي يمكن أن تشعل مغامرات جديدة.


وهكذا، بقي أوريون أسطورة داخل مملكة الحكايات، حارسًا صامتًا للأحلام والحكايات المنسية. كان وجوده دليلًا على الإيمان بأن حتى القصة الأكثر تجزؤًا لها مكان في السرد العظيم للوجود، في انتظار أن يعيد أحدهم الحياة إليها. 🌌📚

الجزء السابق                                الجزء التالي







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعض الظن قصة قصيرة

سوء الظن يورث الندم جلس كعادته بالقهوة على الرصيف ليتابع النساء العابرات بالشارع،  ليتغزل بهن  بعبارات خارجة احياناً طلب الشاي ووضع ساق على الاخرى واتكأ على الكرسي بتعالي، مرت من امامه بهية الطلة اعتدل  في جلسته، رمى كلمتين غزل، لم تلقِ له بال، لكنه هب واقفاً وضع الحساب تحت الكوب نصف الممتلئ، وهرول خلفها الى الشارع الضيق.  تلبس عباءة ضيقه وتتحدث في الهاتف المحمول ودخلت الممر، لابد وأن هذه دعوة للحاق بها، إتبع ظنه أسرع الخطى ليقترب منها بينما هدّأت هي من مشيتها، سمع  حديثها فتصنت، _لم  تصل الحوالة، هذه هي المرة الثالثة ولم تصل ... انا لا اكْذّبك لكنها لم تصل ونفذ كل ما معي ولم أجد عمل بعد ... ارتفع صوتها: لا، لن اطلب من أهلي مال، كفى، ألست زوجي و نحن مسؤوليتك ... أنا لا اتشاجر، لكن لم يعد معي ما أطعم به أبنائِك ولا أجد عمل ... وقفت واحتد صوتها: انت الذي لا يُقّدر ولا يشعُر انت تعلم أني مريضة و لقد تورم جسدي من العلاج ولم تعد ملابسي تناسبني ، أنا ألبس عباءة امي ماذا أفعل أنا؟  الو ...الو استدارت  رأى الدموع تملأ وجهها  ثم عادت واكملت طريقها بين...

حكاية مغنواتي ( قصة قصيرة) الجزء اﻻول

الحلقة الاولى أبدأ الحكاية من أين؟ فليكن من حيث بدأت هي ان تحكي لي حكايتهم وما حدث قبل ذلك بيننا اعتقد يمكن تداركه بعد ذلك،  ففي النهاية انا احكي قصتهم معا وليس معي. جلست امامي وهي في حالة انفعال شديدة، حاولت تهدئتها واعدت لنا كوبين من الكاكاو البارد عسى ان يهدئها قليلا حولت التلفاز على قنوات الراديو واخترت البرنامج الموسيقي على امل ان يكون هناك موسيقى هادئة تساعدها، كان البرنامج يذيع منوعات غنائية فرنسية جميلة ورومانسية جذبت انتباهها وسرحت بها لدقائق وهي تمسك بكوب الكاكاو ترشف منه دون ان تتذوق طعمه ثم حوّلت نظرها اليّ بعد دقائق وسألتني: هل انا انسانة سيئة في نظرك؟ اصدقيني القول ولا تجامليني وقبل ان اجيبها أكملت: اعرف ان صدقتنا عمرها قصير ولكن انت أصبحت أقرب لي من اختي وانا اثق بك كثيرا واثق في رأيك وحكمك على الأشخاص لذا سأحكي لك الحكاية من البداية ثم تجيبي عن سؤالي بصدق من أين ابدأ الحقيقة لا اعرف سأحكي لك ما اتذكره الآن، اول لقاء لنا بعد سنوات من التخرج لقد تخرجنا من نفس الكلية؛ كلية تجارة، وعلى الرغم من أنى كنت أكره الأرقام كثيرا الى أنى أحببت الكلية جدا ،ويهيأ لي ان السبب هم ...

حكاية مغنواتي المقدمة (قصة قصيرة)

المقدمة لا أعرف هل يجوز لي أن أحكي قصة أشخاص أعرفهم أم أن هذا ظلم لهم لكن ما أعرفه أن حكايتهم تتكرر كثيرا وليست بالشيء الجديد ولطالما شاهدتها مرارا مع أناس كثر قابلتهم في حياتي وتعبت من كثرة تكرارها، وتعبت من أن أحد لا يتعلم من أخطاء غيره. لذا فكرت أن ربما السبب أنهم لا يعرفون شيء عن غيرهم وأخطائهم، وكل البشر يعيشون في جزيرة منفصلة، ربما لو علِموا أخطاء وتجارب غيرهم لتعقّلوا قليلا ولم يظلموا أنفسهم ومن حولهم ، ربما هذه القصة تمنح الحيارى بعض من الأجوبة لكثير من الأسئلة، لا أعرف اذا كان اصحاب القصة ظلموا أنفسهم أو برؤها، فما اكتبه هو وجهة نظرهم للحقيقة فقط، لذا كل ما أستطيع أن أعد القارئ به هو أني ألتزم بحكايتهم كما قصّوها عليّ يوما بعد يوم وسأحاول الالتزام بمرادفاتهم قدر استطاعتي لأني لم أسجل محادثاتهم معي ولم أكتبها في وقتها لذا أرجو أن يسامحوني عندما تتسلل لغتي ومرادفاتي إلى حكايتهم، لن أذكر الأسماء الحقيقة لأصدقائي لذا لا داعي للتذاكِ من أحد، ولربما ظن البعض أن هذه قصتهم لأنها كما ذكرت كثيراً ما تتكرر. لا أعرف كيف دخلت حياتهم أو كيف دخلوا هم حياتي، نحن لا نركّز كثيرا على كيف تقابلن...