مملكة القصص والحكايات الجزء السادس
حكاية اللحن الضائع
أسطورة اللحن الضائع من مملكة الحكايات هي حكاية تتجاوز الزمان والمكان، منسوجة في نسيج العديد من السرديات. يُقال إن اللحن الضائع ليس وجهة بل رحلة، مهمة لا يمكن القيام بها إلا من قبل أكثر الباحثين تفانيًا.
حاول الكثيرون العثور على اللحن الضائع، مسترشدين بجاذبية لحنه السماوي ووعده بتحقيق رغبات القلب. قاموا بتمشيط النصوص القديمة، وفك رموز خرائط النجوم، واستمعوا إلى همسات الكون. ومع ذلك، بقي اللحن عصيًا، تردد نغماته دائمًا خارج متناول اليد.
ولكن هناك قصة، قصة داخل قصة، تتحدث عن شخص وجد اللحن الضائع. كان اسمها إلارا، مغنية بصوت يمكنه تهدئة أعنف العواصف. تجولت في العوالم، وهي تحمل قيثارتها في يدها، تغني أغانٍ يمكن أن تجعل النجوم تبكي.
سمعت إلارا أسطورة اللحن الضائع وشعرت به يجذب روحها، كأن اللحن يتردد بداخل روحها هي. شرعت في مُهمة تتبع الأثر الذي تركته ورقة أوريون. جابت الأراضي المنسية وتحدثت مع أصداء الماضي.
في إحدى الليالي، تحت القمر، وجدت إلارا نفسها في لحظة تجلي، حيث كان الحجاب بين العوالم رقيقًا. عزفت على قيثارتها، واهتزت الأوتار بصوت كان جديدًا وقديمًا في آن واحد. بدأت النجوم في السماء تصطف، مكونة كوكبة ليريديا.
ثم سمعته إلارا، إنه اللحن الضائع. كان نغمة واحدة نقية تملأ الهواء، تتردد مع جوهر الخلق. عزفت إلارا اللحن على قيثارتها، ونسجت النغمة في كيانها. وجدت رغبة القلب التي لم تكن تعلم أنها تبحث عنها: الوحدة مع موسيقى الكون.
لم يكن اللحن الضائع مقصودًا أن يتم العثور عليه والاحتفاظ به أبداً؛ كان المقصودًا هو أن يتم سماعه، ليذّكر الباحث بتشابك كل الأشياء. انتهت مهمة إلارا، لكن قصتها استمرت، تلهم الآخرين للاستماع إلى الموسيقى التي تكمن داخلهم وحولهم.
لذا، أيها القرّاء الأعزاء، إذا شعرتم يومًا بإثارة في قلوبكم، شوق لشيء أكثر مما حولكم، تذكروا إلارا واللحن الضائع. إنه هناك، ينتظر في الصمت بين الأنفاس، في الوقفة بين الأفكار. استمعوا جيدًا، وربما تجدون ما كنتم تبحثون عنه. 🎶✨
الجزء السابق الجزء التالي
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على اهتمامكم، يسعدنا أن نستمع الى أرئكم.
لكم حرية التعليق والنقد، ولكن ﻻ تنسى متابعة المدونة .