مملكة القصص والحكايات ( الجزء الثاني)
مملكة القصص ( الجزء الثاني)
قد تتساءلون أعزائي القراّء الآن عما حدث لليرا بعد رحيل إيمون.
يبقى مصير ليرا محاطًا بالغموض، تمامًا مثل الممرات المخفية داخل **مملكة الحكايات**. بعد مغادرة إيمون، واصلت دورها كحارسة للمكتبة، تعتني بالكتب القديمة وترشد الأرواح الضائعة التي تتعثر عند عتبة المكتبة.
يقول البعض إن ليرا لم تكن مجرد أمينة مكتبة؛ بل كانت تجسيدًا للحكايات نفسها. عندما كان يكتمل القمر، كانت تختفي في الصفحات، وتصبح جزءًا من السرد الذي تعشقه. ربما كانت ترقص مع **بيتر بان** في نيفرلاند، تهمس بالأسرار إلى **شيرلوك هولمز**، أو تبحر جنبًا إلى جنب مع **سندباد البحار** عبر البحار غير المستكشفة.
يدعي آخرون أن ليرا كانت رحّالة، تسعى دائمًا وراء حكايات جديدة لتضيفها إلى مجموعة المكتبة. كانت تسافر عبر العوالم الخيالية والمألوفة، تجمع شظايا الأساطير المنسية و تنسجها في نسيج الوجود. كانت عيناها تحملان حكمة العصور، وضحكتها تتردد في الممرات، ملهمةً الكُتاب والحالمين على حد سواء.
لكن هناك شائعات —بيت مخفي في أغنية قديمة—يتحدث عن الفصل الأخير. يحكي عن أن يوم ما ستغلق ليرا **كتاب المرايا** للمرة الأخيرة، وتتنازل عن خلودها. ستخرج خارج جدران المكتبة، تاركةً وراءها الأبراج واللوحات الجدارية، ورائحة الورق، ووعد المغامرة.
إلى أين ستذهب؟
يقول البعض إنها ستصعد إلى **المكتبة السماوية**، مكان حيث تُنقش كل قصة رويت على الإطلاق في النجوم. هناك، ستنضم إلى حراس آخرين—كائنات مثلها—كل مسؤول عن مجلد كوني. سيقومون بنسج الأبراج من الحبر و غبار النجوم، لضمان أن يظل الكون نسيجًا من العجائب.
وهكذا، أيها القارئ العزيز، إذا وجدت نفسك يومًا تائهًا في صفحات كتاب، توقف واستمع. قد تسمع صوت ليرا تهمس لك—وداعًا.
ربما هي لغزًا، أو دعوة لاستكشاف ما وراء الهوامش. لأن في مملكة الحكايات، النهايات هي مجرد بدايات، وكل قارئ يصبح جزءًا من الحكاية.📚
أما بالنسبة لليرا نفسها، فتستمر قصتها، مكتوبة بحبر غير مرئي عبر العصور. ربما يومًا ما، عندما يكتمل القمر مرة أخرى، ستخرج من الأسطورة وتدخل قلوب أولئك الذين يؤمنون بالسحر.✨
وهذا، يا صديقي، هو سر ليرا الدائم—أمينة المكتبة التي رقصت مع التنانين، غنت مع حوريات البحر، ونسجت الأحلام مع الواقع. 🌙
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على اهتمامكم، يسعدنا أن نستمع الى أرئكم.
لكم حرية التعليق والنقد، ولكن ﻻ تنسى متابعة المدونة .